"زيورخ للتأمين": القطاع في الشرق الأوسط هو الأدنى
أكد تقرير "التأمين ودوره في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي أصدرته "مجموعة زيورخ للتأمين" أثناء فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي انعقد في الأردن بين 24 و26 ايار 2013، على أهمية الدور الذي يلعبه قطاع التأمين في دعم الجهود التنموية وتوفير فرص العمل وتعزيز التبادل التجاري في مختلف أرجاء المنطقة.
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العقد المنصرم، إلا أن معدلات اختراق الخدمات التأمينية لأسواقها تعد من بين الأدنى على مستوى العالم؛ مما يعني بأن المجال واسع أمام قطاع التأمين لاستغلال الفرص المتاحة في أسواق المنطقة وتحقيق نمو كبير. وبهذا، يمكن لقطاع التأمين أن يسهم في إحداث تحول جذري في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يسهم في مجابهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية العديدة التي تواجهها، بما في ذلك مساعدة دول المنطقة على تنويع وتحديث أنظمتها الاقتصادية وتوفير فرص العمل لشبابها.
يتيح التأمين للأفراد والعائلات حماية أصولهم التي حصلوا عليها بالعمل الدؤوب، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي لكافة شرائح المجتمع.
يساهم مزودو خدمات التأمين في دفع عجلة التنمية الاقتصادية عبر توفير إمكانية نقل المخاطر وتسهيل تكوين رؤوس الأموال.
يقدم التأمين الغطاء الضروري لقطاع الأعمال الذي يسهم في تحفيز التجارة والنشاط الاقتصادي.
يسهم التأمين في تحقيق التنمية المستدامة لمختلف القطاعات الاقتصادية، عبر تقديم الغطاء التأميني للنشاط التجاري والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وبهذا السياق قال الرئيس التنفيذي لمجموعة زيورخ للتأمين العام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا سعد ميريد "غالباً مايكون هناك فهم خاطئ أو تقليل من أهمية الدور الذي يمكن للتأمين أن يلعبه في دعم الاقتصادات الناشئة، حيث يدعم قطاع التأمين مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدان سريعة النمو ويمنحها مزيداً من الزخم، كما يسهم في المحافظة على مستوى المعيشة من خلال حماية وإعادة بناء دعائم النشاط الاقتصادي بعد تكبد خسائر غير متوقعة، كتلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية على سبيل المثال". ويلعب التأمين دوراً بالغ الأهمية في تمويل حلول التقاعد، فهو بمثابة خدمة للتوفير طويل الأمد وأداة ناجعة لمجابهة المخاطر التي قد تؤثر في القدرة على الادخار مثل الإعاقة الجسدية، أو الاعتماد على المدخرات مدة أطول من المتوقع. ونظراً للطبيعة البعيدة الأمد لالتزامها، تتمتع شركات التأمين بقدرة نموذجية على تمويل النمو والارتقاء بالاستثمارات البعيدة المدى. وأخيراً، يعتبر قطاع التأمين من القطاعات الخدمية الحيوية التي تقدم الكثير من فرص العمل وريادة الأعمال على مختلف المستويات وضمن القطاعات ذات الصلة.
دور قطاع التأمين
يؤدي قطاع التأمين ثلاث وظائف اقتصادية رئيسية هي:
نقل المخاطر، ويشكل التأمين آليةً عالية الكفاءة لنقل المخاطر عبر تجميع المخاطر الفردية العائدة لعدد كبير من الأفراد (مثل دمار منزل العائلة)، وذلك استناداً إلى قانون الأعداد الكبيرة.
إدارة المخاطر، ومن خلال تقاضي رسوم مكافئة للمخاطر المحتملة، يقدم قطاع التأمين مؤشراً واضحاً على كفاءة الحد من المخاطر، وبذلك يقدم مزودو خدمات التأمين أيضاً استشارات إدارة المخاطر للشركات والأفراد.
تكوين رأس المال، ومن خلال تجميع رؤوس أموال طائلة يعاد استثمارها في سوق رأس المال، يقدم مزودو خدمات التأمين بيئة مثالية لتكوين رأس المال لتمويل الاستثمارات على المدى البعيد.
ومن خلال هذه الوظائف الثلاث، يسهم قطاع التأمين في تحقيق الازدهار وتحفيز النشاط الاقتصادي وحماية ودعم الطبقة الوسطى المتنامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حضور قطاع التأمين
بالرغم مما تقدم، لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الأسواق ذات معدلات الاختراق الأدنى عالمياً بالنسبة لقطاع التأمين، حيث لا يتجاوز متوسط معدل اختراق قطاع التأمين في السوق الإقليمية 1.5%، والذي يعتبر أقل بأربع مرات من معدل الاختراق في سنغافورة وبثماني مرات من المملكة المتحدة.
وعلى خلفية هذه الحقائق، يتبين لنا بأن تعزيز اختراق قطاع التأمين لأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيسهم إلى حد كبير في الدفع بعجلة التقدم الاقتصادي المستمر بخطى متسارعة.
مقومات النمو
وتتطلب مجابهة التحديات السوقية والتنظيمية التي تحد من نمو قطاع التأمين في المنطقة تضافر الجهود المبذولة من قبل صناع السياسات والهيئات التنظيمية والتشريعية والمعنيين بسوق التأمين على المستوى الإقليمي، بما يتضمن:
نشر الثقافة المالية - هنالك نقص عام في المعارف المالية ومستوى متدن من الوعي بالمنتجات التأمينية وفوائدها. ويعتبر نشر االثقافة المالية امرا ضروريا لتخطي هذه العقبة، بما يستدعي تعزيز التعاون بين القطاعين العاموالخاص بهدف رفع مستوى الوعي.