GTS .. 50 عاماً من نجاح قوامه "الاستقامة"
القيسي: لضخ دم جديد في مؤسسات الدولة
على مدى نصف قرن، تمسكت GTS بمبدأي الاستقامة والشفافية في عملها، فاكتسبت "صيتاً حسناً" كرّس اسمها بين أفضل الشركات العاملة في قطاع النقل وضمن استمراريتها رغم حساسية العمل في مجال الشحن وتخليص البضائع.
وأشار مدير عام GTS عامر القيسي إلى أنه " بالرغم من الحيثيات الكثيرة التي يتميّز بها العمل في قطاع النقل ولا سيما في مرفأ بيروت، لم تسلك GTS الطرق الملتوية في عملها لا بل حافظت دائماً على مبادئ أساسية في عملها وأبرزها الاستقامة، ما مكّنها من الحفاظ على زبائنها والاستمرار على مدى عشرات السنوات رغم حدّة المنافسة التي يتميّز بها القطاع".
مواكبة التطورات
وأسف القيسي في حديث مع "الصناعة والإقتصاد" لعدم مواكبة لبنان التطورات في قطاع النقل البحري ما أدى إلى تراجع دوره الريادي في المنطقة، وقال: "كان مرفأ بيروت من أوائل المرافئ العربية التي أنشئت فيها منطقة حرة، وكان لبنان صلة الوصل بين الشرق والغرب، إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تضع الخطط للحفاظ على هذا الدور، فخسر لبنان مكانته كخزان للشرق الأوسط".
وأضاف: " بين الحين والآخر، نسمع عن مشاريع ستنفذ في المرفأ إلا أنها للأسف لا تبصر النور. وفي عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حصلت خطوات تطويرية جبارة في المرفأ ولا سيما على صعيد التخليص الجمركي، إلا أنه مع رحيله توقف هذا التوجه".
التخطيط والتطوير
ودعا القيسي "الحكومة إلى ضخ دم جديد في مؤسساتها وإعتماد أصحاب اختصاص في العمل من شأنهم المضي قدماً بالقطاع ووضع خطط تأخذ بعين الاعتبار إمكانيات لبنان في هذا المجال والتطور العالمي".
وشدّد على أن "غياب التخطيط والتطوير، يخفض إنتاجية الشركات ويكبّدها نفقات كثيرة ولا سيما نتيجة استخدامها لعدد كبير من اليد العاملة، ما جعل مكانة لبنان تتراجع لمصلحة دول أخرى".
واعتبر أن "الشركات العاملة في القطاع تضم كفاءات وخبرات كبيرة ، ولكن عدم التطوّر في البلد ككل يعيق تطورها". وإذ رأى أن "هذه مشكلة عامة في البلد وفي كل القطاعات"، شدّد على أن "اللبناني ذكي وطموح وقوي ونشيط، وقادر على تحقيق نجاحات باهرة إن حصل على الدعم الكافي".
دور النقابات
وفي رد على سؤال حول دور النقابات في تسليط الضوء على تطوير القطاع، قال القيسي: "هناك 3 نقابات تعنى بشؤون القطاع وهي: نقابة مخلصي البضائع، نقابة وسطاء النقل، ونقابة الوكلاء البحريين. وهذه النقابات تبذل جهوداً كبيرة للتحسين، إلا أن صوتها وللأسف غير مسموع وجهودها تصطدم بمعوقات نظراً لغياب اختصاصيين ضليعين بشؤون القطاع وهواجسه. ففي حين لا يجري التعمّق في الأفكار والخطط المطروحة، نعاني من ترهل الدولة وغياب الفاعلية والسرعة في اتخاذ القرارات".
ولفت إلى أن " دولاً عدّة ترغب بتنمية البلدان التي تصدّر لها بهدف تنمية قطاعاتها الإنتاجية". وأشار في هذا الإطار، إلى أنه لدى الاتحاد الأوروبي خطة لتوسيع مرفأ بيروت بهدف رفع صادرات دوله إلى لبنان، إلا أن الاتحاد يتحفظ على خططه لإدراكه أن نصف الهبات للبنان ستضيع في زواريب ومتاهات الفساد .واعتبر أنه " ومن دون شك بدأت الدولة اللبنانية تستشعر الخطر وترى أنها إذا لم تقم بترتيب البيت الداخلي وتحصينه ونزع صيت الفساد عنها، ستخسر الدعم الدولي".
وأعرب القيسي عن تفاؤله بمستقبل القطاع، وقال: "ما دام هناك لبناني قوي، يبقى التفاؤل موجوداً. هناك أشخاص يعملون على تحسين قطاع النقل، نعم هناك عراقيل، لكن اللبناني صبور وقوي ولا يستسلم. وهذا مبعث تفاؤلي، فإذا لم يتقدم القطاع فبرأيي إن الجهود الحثيثة للمضي به قدماً ستحميه من أي تراجع".