الفصح المجيد.... فصح الثقافة في مزرعة الشوف
لم يكن عيد الفصح هذه السنة عيداً عادياً في الشوف، فعيد الفصح يرمز إلى قيامة السيد المسيح عليه السلام، ولكن في مزرعة الشوف هو إضافة إلى ذلك ميلاد الثقافة، ميلاد الإبداع، ميلاد المحبة والعيش الواحد.
فتاريخ 4-4-2015 هو تاريخ عرس الثقافة بكل ما للكلمة من معنى، فقد تمّ في هذا اليوم إفتتاح "المهرجان الثقافي السنوي الأول 2015" في بلدة مزرعة الشوف بدعوة وتنظيم من جمعية التعاضد الاجتماعي-مزرعة الشوف على مدى ثلاثة أيام متتالية. وشمل المهرجان الثقافي معرضاً للكتب، معرضاً للرسم على أنواعه، معرضاً للصور الفوتوغرافية، معرضاً للأشغال اليدوية، معرضاً للرسم الحديث ومعرضاً للتراثيات، إضافة إلى جناح خاص بالبيئة والتوعية البيئية ولوحة لحِجَج ووثائق قديمة مهمة. وشهد المهرجان أمسيتين شعرية وزجلية، وتوّجت نهايته بمعايدة بين جناحي أهل مزرعة الشوف، حيث تلاقت كلمات المحبة والعيش الواحد والتشديد على أهمية الثقافة في تطوير الشعوب.
كلمات
وكان المهرجان قد أقيم برعاية من وزارة الثقافة ممثلة بالأستاذ نعيم تلحوق، كما وحضر حفل الافتتاح عدد كبير من أبناء البلدة والبلدات المجاورة، وكانت هنالك كلمة لرئيس الجمعية الأستاذ نصر البعيني الذي رحّب بالحضور الكريم وبممثل وزير الثقافة، وشدّد على روح التعاضد الموجودة بين أعضاء جمعية التعاضد الاجتماعي التي ساهمت في إنجاح أعمال الجمعية وستسهم في إنجاح هذا العمل الثقافي.
كما ألقى تلحوق كلمة قال فيها: "كل ما تحسّون به هو ملك لكم وبغير إحساسنا لا ندرك معنانا ولا نفهم محيطنا والآخر، كل شيء فينا تواق للمعنى، ولا أظنكم تدركون ما تحسّون به، سوى ما فعلتم وتفعلون الآن، لقاءات وأمسيات شعرية وزجلية، معرض كتب ولوحات وتراث وأشغال يدوية وصور فوغرافية، أليس ما تقيمونه هو عرس للذاكرة، عرس للفرادة والتميز، أمام وحشية الحياة وإرهاصاتها" مضيفاً "أن الوحش الذي يحتل عقولنا وقلوبنا قد أمسكنا به من رقبته في هذا المكان" كما أضاف قائلاً: بأننا يمكننا التكلم عن ثلاثة أمور: الأول: لا مركزية للثقافة، وهو ما تعمل الشعوب الحيّة والدول المتحضرة عليه، عبر ثقافة التنمية المستدامة وتحفيز الأماكن النامية والحفاظ على التراث، وتشجيع المواهب الجديدة. الثاني: هو خروج الثقافة من إطارها الضيق، فلا تتفق الثقافة مع المذاهب والطوائف فالتقافة تعمل لنفسها وتطور ذاتها من داخلها. الأمر الثالث: أن العمل الثقافي ينتج نفسه ويتغذى من حريته، من معناه، من صورته ومن موهبته.
فعاليات المهرجان
وضم المهرجان حوالى 45 لوحة رسم لأربعة عشر فناناً من بينهم براعم صغيرة وكذلك لمبدعين في مجال الرسم مثل الدكتور فوزي عبد الساتر، ثلاثون لوحة فوتوغرافية عن مزرعة الشوف وطبيعتها الخلابة للدكتور فادي نجم ذبيان، وعدد كبير من الكتب لأهم الكتاب والروائيين ليس فقط في مزرعة الشوف ولكن على مستوى لبنان ككل، الدكتور حسن أمين البعيني، الأستاذ حسيب عبد الساتر، الدكتور زياد نجيب ذبيان، الباحث الأستاذ نجيب البعيني، الروائي الأستاذ يوسف أمين البعيني، الأستاذ وجيه جميل البعيني، الأستاذ أسعد شاهين ذبيان الآنسة أماني البعيني .....
كما ضم المهرجان تراثيات شكّلت جذباً للحاضرين الذين دهشوا لرؤيتها، فضلاً عن لوحة لمخطوطات قديمة ولحِجَج بيع أراض وعقد قران من مئات السنين من تجميع وإعادة كتابة للشيخ جرير توفيق ذبيان.
واختتم اليوم الأول بأمسية شعرية للشعراء السادة: أسعد شاهين ذبيان، أماني البعيني، علي عجب، مهى نجم البعيني والأستاذ نظام أبو كروم. قدّم الأمسية الروائي يوسف أمين البعيني.
أما الليلة الثانية لليوم الثاني من المهرجان فقد اختتمت بأمسية زجلية للشعراء السادة: رفعت ذبيان، نعيم أبو كروم وهلال شاهين البعيني. قدّم السهرة الزميل هيثم أبو كروم.
وفي اليوم الختامي للمهرجان كانت هنالك معايدة بين جناحي البلدة، حيث تلاقت دعوات المشايخ الأجلاء مع دعوات الرهبان لتشكل وحدة لا تتجزأ، حيث شدّدوا جميعاً على معاني العيد وأهمية العيش الواحد في البلدة، مثنين جميعاً على أهمية هذا المهرجان في توحيد الصف وتشجيع المبدعين على نشر إبداعهم والتعرف إلى المواهب الجديدة لتشجيعها على التقدم إلى الأمام في أعمالها، شاكرين جمعية التعاضد على هذه الخطوة المهمة داعين للجمعية بدوام الازدهار والتقدم.