تتوقع شركات أوروبية كبيرة أن تستفيد هذا العام من ضعف سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة (يورو) مقابل الدولار الأميركي، بالمقابل سيدفع هذا الأمر الشركات الأميركية المنافسة لنظيرتها الأوروبية إلى التأقلم مع هذا المستجد، أو أنها ستتعرض لمخاطر فقدان جزء من حصصها في السوق.
وقد جعل تراجع قيمة اليورو في الأشهر القليلة الماضية صادرات الشركات الأوروبية أقل سعرا، وبالتالي أكثر تنافسية في الأسواق العالمية، ويعزى تراجع العملة الأوروبية من جهة إلى قوة الدولار، ومن جهة أخرى إلى ضخ البنك المركزي الأوروبي سيولة ضخمة في الفترة الماضية لإنعاش الاقتصادات الأوروبية.
ويقول الرئيس التنفيذي لـ لورال الفرنسية جان بول أغون إن قوة اليورو كانت عامل كبح لنشاط شركته، غير أن الأوضاع تغيرت حاليا، إذ سيساعد الوضع الحالي لليورو، لورال، في تحقيق زيادة واضحة في مبيعاتها وأرباحها العام الجاري.
وتتوقع شركات أوروبية أخرى اغتنام المزايا المرتبطة بفقدان اليورو لقرابة 20% من قيمته في الأشهر الستة الماضية ليناهز في الفترة الأخيرة سعر 1.07 دولار، ومن هذه الشركات إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، وديملر الألمانية لصناعة السيارات والشاحنات، وشنايدر الفرنسية للخدمات الهندسية.
كما ستستفيد من تراجع اليورو، بعض الشركات الأميركية التي لديها فروع في أوروبا، إذ يؤدي تراجع العملة الأوروبية إلى تقليص تكاليف التأجير لتلك الفروع التي تصدر منتجات.
غير أن غالبية الشركات الأميركية بدأت تتحدث في الأسابيع القليلة الماضية عما قد تلاقيه من رياح عكسية من أوروبا، وقد خفضت تلك الشركات توقعاتها لحجم إيراداتها نتيجة انخفاض سعر اليورو، ومن هذه الشركات آبل وكاتربيلر وجنرال إلكتريك.
وتقول هذه الشركات إنها تسعى إلى خفض تكاليفها وزيادة كميات مدخلات الإنتاج التي تشتريها من منطقة اليورو، فضلا عن اعتماد سياسات تسعير جديدة في محاولة للحفاظ على حصتها في السوق وحجم أرباحها.
ويشير جيمس تارغت، وهو محلل في مؤسسة بيرنبرغ، إلى هذه المتغيرات قائلا "الشركات الأميركية التي تصدر سلعا إلى أوروبا قد تواجه ضغوطا تقلص هامش ربحها، وذلك نتيجة إطلاقها لتعديلات سعرية وحملات تخفيضات في أوروبا".