نافذة ضوء ... ميشال مغنّي... صبر أيوب
غاب قبل أيام المصمم والمبتكر الصناعي ميشال مغنّي بعد عمر مديد وغنّي بالعلم والثقافة والفن.
فقد خطف الموت هذا الصناعي الناجح، الذي خاض غمار الإبداع فنجح، وأقبل على صناعة ثريات البرونز والكريستال وتوابعها، حتى أصبح من أشهر المصممين في لبنان والعالم العربي، بل ومقصداً لمهندسي الديكور والأبرشيات والكنائس وأصحاب القصور والفنادق والمطاعم.
وعلى الرغم من الالصعوبات العديدة التي تعرض لها على الصعيد الشخصي والإنساني، إلا أنها لم تفقده بشاشة الوجه وشفافية العلاقة مع الآخرين، وصدق التعامل.
من حقول العلم حيث كان خبيراً محلفاً في الراديو والتلفزيون والسينما، إلى عالم التصاميم حتى بات البرونز والكريستال بين يديه أكثر شفافية من ثلج صنين، وقد اختار اشكالاً عدة من النماذج التي جعلت اسمه الأشهر في عالم الابتكارات في العالم العربي في عالم الصناعة.
وحافظ الراحل الكبير إلى جانب عمله، تميز الفقيد الكبير بالرحابة الواسعة التي طفح بها صدره، والابتسامة التي لم تكن تفارق محياه. وقد أحبه الناس لخفة الظل، وروح النكتة، وسرعة البديهة، والأخلاق النبيلة والتضحية في سبيل الآخرين، خصوصاً كلما اشتدت الصعاب، وهو المبتكر الذي الذي استطاع أن يجد لكل أزمة حلها المناسب، وللظروف الصعبة، نافذة الضوء التي يطل منها على المعالجات الهادئة متميّزاً بنعمة الصبر حتى بات يردد أنه "صبر أيوب".. ميزته ان ذاكرته كانت وقّادة، تستفيق دائماً للمحبة والوفاء والموقف الصادق العفوي.
معظم قواميس الدنيا تشمل مفردات الحياة السلبية والإيجابية، أما قاموس ميشال مغنّي فلم تحتوي إلا على مفردات المحبة والوفاء.
ميشال مغنّي...
سيفتقدك المصممون والمبتكرون والصناعيون في لبنان والعالم العربي، ولكن سيبقى طيفك حاضراً.
لقد ترك الفقيد فراغاً كبيراً، وأثراً ليس من السهولة أن ينسى، رحمه الله.