"منتدى الاقتصاد العربي" في دورته الـ 22
سلام: للتخلي عن الحسابات الضيقة وانجاز الاستحقاق الرئاسي
سلامة: المديونية تعوق الاستثمار وبالتالي النمو في الاقتصاد
صفير:للمصارف اللبنانية دور اساسي في مواجهة التحديات
القصار: لبنان قادر مثل طائر الفينيق على النهوض والفراغ لن يطول
أبو زكي: المنتدى في بيروت يؤكد مركز بيروت منصة للتلاقي العربي ومركز مال وأعمال
لم تمنح الأزمات التي تعص في المنطقة من تكريس لبنان جهوده في فتح كوة أمل تفتح باباً أمام المشاريع الاقتصادية، وتستجلب الاستثمارات لبناء مرتكز اقتصادي يحمي لبنان من التداعيات العاصفة التي تواجه المنطقة.
في ضوء ذلك افتتح رئيس الحكومة تمام سلام، "منتدى الاقتصاد العربي" في دورته الـ22 في فندق الفينيسيا، في حضور زهاء 600 مشارك من المسؤولين والمستثمرين ورجال الأعمال اللبنانيين والعرب والأجانب من 14 بلداً، وسط مشاركة لافتة من المملكة العربية السعودية والكويت.
تحدث في جلسة افتتاح المنتدى، الذي تنظمه سنوياً "مجموعة الاقتصاد والأعمال"، كل من: الرئيس سلام، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية والرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة الشيخ صالح عبدالله كامل، وكيلة الأمين العام للامم المتحدة الأمينة التنفيذية لـ"الاسكوا" الدكتورة ريما خلف، رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل، والرئيس التنفيذي لـ"مجموعة الاقتصاد والأعمال" رؤوف أبو زكي.
وشهد المنتدى بعد الافتتاح تكريم عدد من الشخصيات، الذين تسلموا جائزة الاقتصاد والأعمال والتي تحمل إسم "الريادة في الإنجاز"، وهم: رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإنتربول النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء الياس المر، الدكتورة خلف، رئيس اتحاد مصارف الكويت ورئيس "بيت التمويل الكويتي" حمد المرزوق.
سلام
وأكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في كلمة الافتتاح، اننا "في حكومة المصلحة الوطنية، لن نسمح بالتلاعب بأمن لبنان واستقراره، وسنعمل، بكل ما أوتينا من قوة وإرادة، على تحصين بلدنا من آثار النيران المشتعلة في جوارنا القريب والبعيد، معتمدين على جيشنا وقواتنا الأمنية"، داعياً "جميع القوى السياسية الى التخلي عن الحسابات الضيقة، وتغليب المصلحة العليا على ما عداها، وعدم التأخر في إنجاز هذا الواجب الوطني".
سلامة
من جهته رأى سلامة أن الاقتصاد اللبناني يواجه "تحديات شتى من أهمها خفض مديونية القطاع الخاص. وقد بلغت مديونية هذا القطاع ما يساوي 100 في المئة من الناتج المحلي وربما ما يتعداه. فإن المديونية في القطاع الخاص قد تعوق الاستثمار وبالتالي النمو في الاقتصاد. كما تشكل عبئا على العائلة ولا سيما في ما يتعلق بالقروض الاستهلاكية التي أصبحت تشكل ما يقارب الـ50 في المئة من مدخول العائلة".
القصار
وقال عدنان القصار في كلمته: "إن لبنان ورغم كل الأزمات التي عصفت به على مدى المرحلة الماضية، قادر مثل طائر الفينيق على النهوض من جديد، وإنني على يقين، لا بل على اقتناع تام بأنه سوف يكون للبنان رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة، وإن الفراغ أو الشغور في موقع الرئاسة لن يدوم طويلا، لأن إرادة اللبنانيين ورغبتهم في البناء والتطوير على رغم الخلاف السياسي القائم بينهم أقوى بكثير من منطق التعطيل، الأمر الذي سيساعد أكثر فأكثر في ترسيخ الوفاق السائد اليوم. وسيساعد أيضا في إشاعة المزيد من الأجواء الإيجابية لدى المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار مجددا في لبنان، وخصوصا أن الظروف الراهنة تبين بأن لبنان ما يزال الأكثر أمانا بين سائر البلدان العربية التي تشهد تغيرات واضطرابات وأحداث أليمة".
وأضاف القصار: "ومن هذا المنطلق ننشط، بصفتنا رئيسا لهيئة الأسواق المالية، لتطوير هذه الأسواق بحيث تتسم بالإدارة الحكيمة والشفافية وتصبح ساحة قابلة لتمويل المؤسسات في القطاع الخاص من طريق المساهمة وربما تحويل بعض الدين
إلى مساهمة".
كامل
وقال صالح كامل: "إن كل الدول العربية قد حباها الله بثروات طبيعية متنوعة ومتوزعة ولكننا مازلنا مزارع للمواد الخام تعود الينا هذه المواد التي صدرناها بعد أن تضاف عليها من المناطق المختلفة القيمةُ المضافةُ بعشرات الاضعاف ومازلنا مزارع ومازلنا مستوردين لثروات أرضنا العريبة".
وأضاف: "ركزنا كرجال مال وأعمال على الإستثمارات التي لا تحمل أي قيمة مضافة، مثل البورصات علي سبيل المثال لا الحصر التي ينتقل السهم فيها من شخص الى آخر، ونتفاخر بقيمة التداولات في هذه السوق الثانوية الطفيلية وليست لدينا أي سوق أولية نشطة".
باسيل
واعتبر فرنسوا باسيل أنه: "ليس مقبولاً أن نكتفي بمعدلات نمو متواضعة يقدرها صندوق النقد الدولي بما بين 1,5 في المئة و 2 في المئة للبنان وبما بين 2,4 في المئة و 3,3 في المئة للمنطقة العربية لعامي 2014 و 2015. هذا المستوى من النمو ليس كافيا لاستيعابِ القوى العاملة الشابة المتدفقة الى أسواق العمل العربية. وثمار النمو تشكو من تفاوت كبير ومن سوء توزيع للدخل يفاقم الأوضاع الاجتماعية، ويفقد الدول والأنظمة الشرعية الحقيقية في آن معا المداخيل الكافية فتلجأ الى المزيد من الاستدانة. ما يعني ان نسب العجز العام والمديونية العامة الى الناتج المحلي الاجمالي متجهة الى مزيد من التدهور".
خلف
واعتبرت الدكتورة خلف من جهتها أن: ""النهوض ممكن لأن الإبداع متأصل في هذه الأمة. لكنه صعب المنال ما استمرت سياسات الإقصاء والتهميش التي تضرب الهويات الجامعة فتزين الإرهاب وتشوه المسعى من حرب على الفقر والتخلف والقهر، إلى إبادة الآخر من أهل الدار. ولا أرى محفلا أفضل من هذا لإعلان النفير على الخطاب الطائفي والاستقطاب الإيديولوجي المهلك للذات وللأمة. ولا أرى نخبة أنسب من هذه لحمل مشروع نهضة تحيي ثقافة الإبداع والابتكار والاحتفاء بالآخر، فتبني نظم حكم تصون الحرية والكرامة لمواطنين متساوين في حقوقهم وفي إنسانيتهم، وتنشئ بنية اقتصادية قوية ومتنوعة تحقق الرفاه للجميع".
أبو زكي
وكان أبو زكي قد افتتح المنتدى في كلمة رأى فيها أن: "انعقاد هذا المنتدى في بيروت يؤكد مركز بيروت منصة للتلاقي العربي ومركز مال وأعمال. صحيح أن دور لبنان لم يعد كما كان بسبب أزمات المنطقة وتنامي الاقتصاد الخليجي، لكن دور اللبنانيين زاد كثيرا واتسعت رقعة اقتصاد اللبنانيين وحضورهم المؤثر في معظم عواصم العالم، وبطبيعة الحال فإن ازدهار اللبنانيين في الخارج ساعد الاقتصاد اللبناني في تعويض الكثير مما فاته وأعطاه امتدادات إقليمية عبر الشركات والمؤسسات الناجحة التي أسسها لبنانيون في مختلف أنحاء العالم".
محاضرة
وتضمنت اعمال "المنتدى" محاضرة لرئيس مجلس إدارة "بنك بيروت" الدكتور سليم صفير عن دور المصارف اللبنانية والتحديات التي تواجهها محلياً واقليمياً ودولياً.