مناحل عكار تخسر 40 % من قطاع النحل بسبب المناخ
تعرض قطاع تربية النحل لضربات عديدة أبرزها مرض «فرواز» الذي يفتك بالمناحل خصوصاً في منطقة عكار، ويؤدي إلى ارتفاع حرارة الملكة، ما يمنعها من وضع بيوضها لأيام عدة، قبل أن يتسبب بنفوقها. ويسبب هذا المرض خسارة ما بين ألفين وثلاثة آلاف بيضة يومياً. ولاستبدال الملكة، تضع إحدى النحلات بيوضاً غير ملقحة، فينخفض الإنتاج الذي ينجم عنه العديد من الأعباء والاستحقاقات الإضافية.
وذكر رئيس اتحاد النحالين في الشمال محمد الخطيب، أن ما يزيد الأمور سوءاً هو عدم وجود أدوية فعالة لمكافحة المرض، إذ يُعدّ دواء «الأبيفار» من أكثر الأدوية فعالية، إلا أن غياب رقابة وزارة الزراعة عن الأدوية المستوردة التي لا تتوافر فيها المواصفات العالمية، أدت الى انهيار قطاع النحل وانتشار المرض انتشاراً واسعاً، وبالتالي تحمل خسارة تتراوح بين 30% و40%.
لا تقف المخاوف عند هذا الحد، بل تُعدّ التقلبات المناخية الحادة من أخطر العوامل السلبية على المناحل التي تنتشر في مختلف أرجاء عكار ساحلا وجرداً، حيث يعمد المزارعون إلى نقل مناحلهم الى ساحل عكار خلال فصل الشتاء وإعادتها الى الجبال خلال فصل الصيف.
ويضيف الخطيب أن مرض «فرواز» والتقلبات المناخية يُعدّان العاملين الأساسيين في تراجع إنتاج المناحل وتدهور القطاع عموماً، مشيرا إلى أن الدواء الموجود في السوق اللبنانية مستورد من الأرجنتين، ولا يكافح المرض على الإطلاق، لأنه لا يتلاءم مع طبيعة المناخ في لبنان ولا مع طبيعة النحل، في حين أن الأدوية التي كانت متوافرة سابقا كانت تكافح المرض بنسبة 80 في المئة.
في هذا الإطار، يلحظ رئيس «الجمعية التعاونية لمربي النحل في القبيات» إميل زهر أن «التقلبات المناخية أثرت كثيرا على المناحل، إذ إن النحل يتأقلم مع تقلبات المناخ الفصلية وليس مع التقلبات الحادة والفروقات الكبيرة في درجات الحرارة بين الليل والنهار».
ويضيف زهر أن «خسارة النحالين المتعاقبة على مدى السنوات الثلاث الماضية باتت لا تحتمل، حيث تتراوح خسارة كل نحّال ما بين 30% إلى 40 %، والدولة غائبة كلياً عن القيام بأي دور فاعل، بالرغم من أن العمل يجب أن يكون بهدف إنقاذ ما تبقى من هذا القطاع».