الإسكوا تطلق تقريرها الأول بعد تحليل واقعي جديد
التكامل الاقتصادي العربي ليس ترفاً بل حاجة مصيرية
أطلق «معهد كارنيغي للشرق الأوسط» تقريرا أعدته «لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» في الاسكوا، لأول مرة عن «التكامل العربي: سبيل لنهضة إنسانية»، ضمن احتفال أقيم في فندق فينيسيا، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة، والنائبة بهية الحريري، وممثلة «الاتحاد الأوروبي في لبنان» انجيلنا ايخهورست، ومهتمون، وعرضت الباحثة في «معهد كارنيغي» مهى يحيى دور المعهد في تشجيع الحوار حول القضايا السياسية والاجتماعية ومناقشة التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية.
رؤية استراتيجية
ويتضمن التقرير تحليلا واقعياً جديداً للتكامل العربي، وتقديم رؤية استراتيجية لتكريس هذا التكامل. فما يبينه مثلاً، بعد التحليل العلمي الدقيق، أن إجراءات بسيطة كتخفيض كلفة النقل، وزيادة حجم العمالة المتبادلة بين الدول العربية، ترفع الناتج العربي أكثر من 750 مليار دولار في غضون سنوات قليلة، وتوفر أكثر من ستة ملايين فرصة عمل جديدة.
ويلحظ في المقابل، أن خمس العرب تحت خط الفقر، وثلثهم يعانون من الأمية، وأن الشباب العربي يعاني من أعلى معدلات البطالة، والنساء من أقل النسب مشاركة اقتصادية، وأن سوء التغذية ينتشر بين خمسين مليون مواطن عربي، وأن عدد الأطفال المهددين بالموت جوعاً في اليمن وحده، يبلغ أكثر من نصف مليون طفل، وأكثر من مليون طفل في الصومال، ناهيك عن أعداد القتلى في سوريا والنازحين في بلدهم وخارج بلدهم، والوضع المماثل في العراق ومصر وغيرها من الدول العربية.
ويشير التقرير إلى أنه وبعد عقود من التنمية، لم تنجح المنطقة العربية في تنويع اقتصاداتها، ولا في بناء اقتصادات المعرفة، وهي اليوم أقل تصنيعاً مما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي، ولا يتجاوز نصيبها من النشر العلمي في العالم واحداً في المئة.
وفيما يؤكد المشاركون في حفل إطلاق التقرير أن «طريق التكامل الاقتصادي العربي ليست ترفاً، ولم تعد مسألة اختيارية بل باتت حاجة ملحة ومصيرية على المستوى العربي»، فإن التقرير نفسه، يؤكد هذه المسألة، عبر تناوله التكامل العربي الواقع بإنجازاته وإخفاقاته ومشكلاته المزمنة والطارئة.