اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الكلمة التي القاها في "اليوم العربي للشمول المالي على اهمية الموضوع بالنسبة لمصرف لبنان، وضرورة أن تهتم به ايضا مؤسسات الدولة اللبنانية والمؤسسات الاجتماعية التي تنشط في العاصمة بيروت أو في المدن والقرى اللبنانية. ما يهمنا هو أن يشعر المواطن اللبناني بأنه يعيش في بيئة آمنة ماليا بفضل استقرار النقد والفوائد، ما يحمله على التفاعل أكثر فأكثر مع الخدمات التي تقدمها المصارف ويعزز ثقته لدى التعاطي مع القطاع المصرفي اللبناني.
وقال: لا شكّ في أننا قمنا بمبادرات عديدة للحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية التي باتت اليوم عملة تسليف، بعد غيابها لفترة طويلة عن سوق التسليف الذي كان يقتصر على الدولار الأميركي. التسليف بالليرة اللبنانية سمح لمصرف لبنان بإطلاق وتحفيز منتجات استعملتها المصارف لتأمين خدمات تهمّ المواطن. اليوم هناك أكثر من 120 ألف قرض سكني وأكثر من 700 ألف شخص يستفيد من حساب مصرفي مدين. من خلال دعمنا للقروض الاستهلاكية، قمنا بخطوة كبيرة نحو الشمول المالي لخلق تقارب أكبر بين المواطن والمصرف. الشمول المالي في لبنان تأثر أيضا بشكل إيجابي بالمشاريع التي أطلقها القطاع المصرفي بدعم مصرف لبنان، ومنها التوظيف في قطاع اقتصاد المعرفة الرقمي الذي يشتمل على نحو 800 شركة و400 مليون دولار مخصصة ومستثمرة من قبل المصارف في هذا النوع من الشركات. هذا القطاع الواعد سيمثل قريبا أكثر من 2% من الناتج المحلي. كما أنه عاد ليستقطب اللبنانيين الذين غادروا الوطن للعمل في هذا الاختصاص بالذات. فهم يعودون الى لبنان بفضل هذه المبادرة التي أدّت أيضا إلى زيادة التفاعل بين القطاع المصرفي اللبناني والشباب اللبناني. مصرف لبنان اهتم أيضا بوجود متحف للعملات يذكّر بالدور التاريخي الأساسي للبنان على صعيد النقد ووسائل الدفع. كان الفينيقيون يعبرون البحار وكانت وسيلة الدفع آنذاك بمثابة بطاقة إئتمانية إنمّا منقوشة على الحجر. إن وسائل الدفع ودور مصرف لبنان بتسهيل وسائل الدفع شجّع للغاية التعامل بين المواطنين والقطاع المصرفي. هذا المتحف مفتوح أمام الجميع وهناك إقبال عليه من قبل المواطنين، ما يشير الى وجود تقارب بيننا ووسائل الدفع التي تسهّل لنا حياتنا. مصرف لبنان أطلق منذ سنوات برامج تدريبية للشباب والطلاب الجامعيين غايتها خلق تقارب وانفتاح من قبل مصرف لبنان باتجاه الأجيال الصاعدة. آلاف الشباب مرّوا بمصرف لبنان حيث شاركوا في دورات تدريبية. من جهة أخرى، نصدر منشورات تثقيفية ونقوم بدورات وزيارات للجامعات وبمبادرات لتعزيز الشفافية والحوكمة في القطاع المصرفي. هذا الواقع يؤسَّس له ويتطور مع الوقت، إنما الهدف النهائي هو أن يتمكن كل مواطن يبلغ السنّ القانونية من فتح حساب مصرفي والاستفادة فورا من كافة الخدمات المصرفية.