دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني إلى تحويل ما يُعرَف بـ"الموارد البشرية" إلى "طاقات بشرية منتجة"، مشدداً على أن "لبنان يحتاج إلى ثورة كبرى في قطاع الطاقات البشريّة، إذا أن هذه الطاقات "موجودة" لكن المطلوب تحريرها وتوجيهها وتنميتها".
وكان حاصباني يتحدث في فندق "هيلتون – الحبتور" خلال افتتاح مؤتمر Lebanon HR Summit عن إدارة الموارد البشرية في المؤسسات، الذي تنظمه شركة "كاريرز" للمرة الثالثة، ويشارك فيه ممثلون لنحو 150 شركة لبنانية، يطلعون على مدى ثلاثة أيام، من 21 خبيراً لبنانياً وأجنبياً، على أحدث التقنيات وأهم الاستراتيجيات المعتمدة عالميًا في هذا المجال.
شارك في جلسة الافتتاح إلى حاصباني، كلّ من جاكلين ملحم ممثلةً وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير الداعم الرئيسي للمؤتمر، وعدد من رؤساء الهيئات الإقتصادية وأعضائها، إضافة إلى رئيسة مجلس إدارة شركة "كاريرز" المنظّمة للمؤتمر تانيا عيد.
حاصباني
ولاحظ حاصباني في كلمته أن "العالم اليوم في فجر ثورة صناعيّة رابعة بعد الثورتين المعروفتين والثورة الرقميّة الكبرى". وأضاف: من رحم هذه الثورة الرقمية نتّجه إلى ثورة رابعة على المستوى العالمي، وهي ثورة صناعيّة رقميّة علميّة ستحوّل العالم في السنوات الأربعين المقبلة بالقدر ذاته الذي تحوّل فيه هذا العالم في الأعوام الأربعين المنصرمة. وهذه الثورة الرقميّة مبنيّة على التكنولوجيا وعلى الروبوتيكس في الصناعة والعمل والطب وفي المجالات كافة ومبنيّة على العمل مِن بُعد وعلى التواصل مِن بُعد والإنتاج من دون حدود تحمي.
وأشار إلى أن "الموارد البشريّة تُعتبر من ضمن الموارد التي تستعمل في الإنتاج" مقترحاً "استبدال عبارة موارد بشريّة بعبارة طاقات بشريّة". ورأى أن المطلوب من المسؤولين عن الطاقة البشريّة "أن يحوّلوها إلى طاقة منتجة، وطاقة تمضي قدُماً بالمجتمع بدل أن تبقى حائرة بما عليها فعله ضمن هذا التحوّل الذي يحصل في العالم. فإما أن نتجاوب مع التغيير أو نذهب أبعد من ذلك ونقود التغيير".
شقير
وتحدث شقير بدوره، فأبرز أهمية المؤتمر، ووصفه بأنه "منصة محلية واقليمية للاطلاع على أحدث التقنيات في عالم إدارة الموارد البشرية والاستفادة منها في تفعيل عمل المؤسسات".
ورأى أن "وظيفة إدارة الموارد البشرية في العصر الحالي لا تحصر فقط بالتوظيف والصرف من العمل، إنما أيضاً تشمل تقويم أداء الموظفين وتدريبهم، وتطوير فريق العمل، واختيار القياديين، وتبسيط بيئة العمل، وغير ذلك ".
وأعلن شقير إطلاق "جائزة المساواة بين النساء والرجال للمؤسسات الاقتصادية للعام 2017، التي جاءت ثمرة اتفاق تعاون بين غرفة بيروت وجبل لبنان والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية".
عيد
أما عيد فقالت من جهتها: تواكب الدورة الثالثة من Lebanon HR Summitالأمل الذي يعيشه جميع اللبنانيين في بداية هذا العهد بعودة الاستقرار والنموّ والازدهار.
وشددت على أن "الدولة العصرية تتطلّب تطوير الطاقات البشريّة في القطاع العام "، ورأت أن "عصرنة الدولة، وفي إطارها اعتماد مفهوم الحكومة الإلكترونية الذي يحمل الوزير حاصباني لواءه، لا تتناقض على الإطلاق مع الرهان على العنصر البشري ".