يطرح تجمع عالمي تُزمع إقامته يومي الرابع والخامس من سبتمبر (أيلول) الجاري دور قادة القطاع الصناعي في مجابهة وباء فيروس «كورونا» من خلال صياغة نهج عالمي جديد لمستقبل مستدام، حيث سيشارك عدد من الوزراء والمسؤولين في عدد من دول العالم في المؤتمر الافتراضي للدورة الثالثة للقمة العالمية للصناعة والتصنيع.
وتقام الدورة الثالثة من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، تحت شعار «العولمة المحلية: نحو سلاسل قيمة عالمية أكثر استدامة وشمولية»، وبمشاركة نحو 100 من قادة القطاع الصناعي من القطاعين العام والخاص، والذين يشاركون في أكثر من 20 جلسة افتراضية لمناقشة دور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في بناء سلاسل قيمة عالمية أكثر مرونة والمساهمة في تحقيق التعافي والازدهار في مرحلة ما بعد وباء «كورونا».
وستقام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة الافتراضي تحت عنوان: «سؤال التريليون دولار: كيف يمكن للقادة في عصر الاسترجاع الرقمي تمكين الاقتصادات من التعامل مع حقبة ما بعد الأزمة؟»، فيما تناقش جلسات الدورة الثالثة الافتراضية من القمة دور القطاع العام في معالجة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي جراء سياسات الحجر والإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي وقيود السفر التي فُرضت بسبب الوباء.
وسينضم الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة السعودي، إلى ألكسندر نوفاك وزير الطاقة في روسيا، وسهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات لمناقشة «طاقة المستقبل: الطاقة النظيفة». وستتناول المناقشات كيفية معالجة التغير المناخي من خلال التخلص من انبعاثات الكربون في القطاع الصناعي باستخدام تقنيات منخفضة التكلفة.
وقال ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة في روسيا: «يشكّل التحول نحو قطاع الطاقة النظيفة ضغطاً على صناعة الطاقة التقليدية في بعض الحالات. مما يحتم علينا دراسة أي خطوات نتخذها للتشجيع على هذا التحول بعناية شديدة. ولا شك أن دول العالم تعاني من تفاوت كبير في قدرتها على توفير متطلباتها من الطاقة، كما يمكن أن تسهم التطبيقات والتقنيات الحديثة في تحويل مصادر الطاقة الأحفورية إلى مصادر صديقة للبيئة».
وأضاف: «لا يزال الغاز الطبيعي من مصادر الطاقة الواعدة التي تتميز بانخفاض آثارها السلبية على البيئة، ومن المتوقع أن يشهد استخدام الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة تزايداً مطرداً، خصوصاً في قطاع توليد الكهرباء، على الرغم من زيادة حصة الطاقة المتجددة في أسواق الطاقة العالمية».
وسيلقي بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، كلمة يتناول فيها التحديات التي يواجهها صنّاع القرار خلال مرحلة الركود الاقتصادي، والتي تتبعها جلسة نقاش يشارك فيها كل من نور الماجد محمد، العضو البرلماني ووزير الصناعات في بنغلاديش، وثريا هاكوزيارمي، وزيرة التجارة والصناعة في رواندا، وأركادي دفوركوفيتش، رئيس مؤسسة «سكولكوفو للابتكارات والاختراعات».
ونظراً للأزمة التي تَسبب بها الوباء، بدأ العديد من الدول بالتوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة وتشجيع استخدامها من خلال حزم التحفيز التي أطلقتها لتحقيق الانتعاش الاقتصادي طويل الأجل بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ودعا بدر العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، المشاركين في القمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى استخدام المؤتمر الافتراضي كمنصة لدعم تقدم القطاع الصناعي والارتقاء به في مرحلة ما بعد الوباء. وقال: «يعيش العالم لحظة حاسمة، فعلى الرغم من التحديات الكبرى التي نواجهها فإننا نمتلك فرصة حقيقية لتبني نهج جديد يوفر مستقبلاً أكثر شمولية واستدامة ويحقق الازدهار للمجتمعات العالمية».
وستركز النقاشات التي تستضيفها القمة على القضايا الملحّة التي تواجه قطاع الصناعة، ومزايا توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي، وضرورة تطوير القدرات الصناعية المحلية، وغيرها من الملفات في القطاع الصناعي.