وذللك وفق ما جاء في تقرير صدر عن مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية " الأونكتاد " عن "الوضع الإقتصادي العالمي والتوقعات للعام 2018 " الذي يقوم من خلاله تطورات النمو العالمي وأفاق الإقتصاد العالمي .
وقد علق التقرير أنه وبالرغم من التوترات الجيوسياسية ، لا سيّما الوضع الإقتصادي الصعب في كل من سوريا واليمن وتأثيره على الإقتصادات المجاورة ، من بينها لبنان والأردن وتركيا ، فقد نجحت هذه الدول الأخيرة بإظهار عدة علامات مناعة . وأضاف التقرير أنّ معدّل التضخّم في لبنان إرتفع خلال العام 2017 ، كما وتوقّع أن ينخفض العجز في الحساب الجاري في العامين 2017 و2018 ، مشيرا إلى انّ البلاد لا نزال تعانى من نسب بطالة عالية .
وبحسب التقرير، شهد العقد الماضي سلسلة واسعة من الأزمات الإقتصادية والصدمات السلبية ، بدءا من الأزمة المالية العالمية في الفترة 2008 – 2009 إلى أزمة الديون السياديّة الأوربية خلال فترة 2010 -2012 ، ومن ثمّ إلتصحيح في أسعار السلع خلال فترة 2014-2016 . وبشكل أكثر تحديدا ، تميّز الإقتصاد العالمي بالنمو الهشّ ، وعدم اليقيين الشديد للمستثمرين ، والزيادات الحادة والمتكررة في تقلبات الاسواق المالية العالمية . وأشار التقرير أنه مع إنتهاء هذه الازمات ، إستعاد الإقتصاد العالمي إنتعاشه وتمكن من تشجيل نمّو قوي بلغت نسبته 3,0 % خلال العام 2017، وهو المعدل الاعلى له منذ 2011 ، ويعتبر تقدما مبيرا مقارنة بالنموّ البالغ 2,4% فقط خلال العام 2016 وتوقع التقرير أنّ يحافظ الإقتصاد العالمي على هذا النمط من النموّ ، والذي من المرتقب أن يبقى ثابتا عند 3,0 % خلال كل من العاميين 2018 و2019 ، كما وحدد أن توزع المكاسب الإقتصادية لا يزال غير متساو بين البلدين والمناطق ، مما يثير جوا من القلق حيال الأمل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة . وفقا للاونكتاد، لقد لوحظ هذا النمط في ما يقارب ثلثي البلدان في جميع انحاء العالم خلال العام 2017 وفي التفاصيل ، ذكر التقرير أن الإقتصاديات النامية تشكل الدافع الأساسي للنموّ العالمي . ففي العام 2017 ، ساهم كل من شرق وجنوب آسيا في ما يقارب نصف النموّ العالمي ، نظرا الى أن هاتين المنطقتين حافظتا على تقدمهما الإقتصادي السريع ، كما وأن الصين وحدها شكلت حوالي ثلث النمو العالمي خلال العام المذكور . وكشف تقرير الاونكتاد أن المستوايات المرتفعة من عدم الياقيين بشأن السياسات لا تزال تلقي بظلها على كل من مستقبل التجارة العالمية ومعونات التنمية والهجرة وأهداف التغيير المناخي ، وبالتالي قد نعيق نهوض وإنتعاش الغستثمارات العالمية والإنتاجية . وذكر التقرير أن جميع الإقتصاديات المتفدمة الرئيسية شهدت تحسنا متازامنا في نوها بالتوازي ، ترقب الأونكتاد أن تسجل البلدان الأقل نموّا زيادة متواضعة في معدلات نموها الإقتصادية من 4,8% خلال العام 2017 الى 5,4% و5,5% في الغ\اميين 2018 و2019 بالتتالي .